فيلم “الحارة” الأردني

من الصعب إنكار الفجوة المتزايدة بين طبقات المجتمع الأردني وتضاؤل التداخل بينها في الحياة اليومية. أصبح المجتمع الأردني يحتوي على عوالم متعددة متواجدة في نفس الزمان والمكان، ولكن نادرًا ما تحتاج ان تخالط بعضها البعض. إلى أن أصبح اظهار تفاصيل أحد العوالم للعوالم الاخرى يشكل صدمة من الصعب تقبلها وبالتالي محاولة إنكارها كردة فعل طبيعية تعبر عن حجم التباعد بين هذه العوالم.

الضجة التي أحدثها #فيلم_الحارة سببها في المقام الأول قلة الأعمال الدرامية في الساحة الاردنية وبالتالي التعطش الشديد لوجود عمل فني يعبر عن غالبية عوالمه المحافظة. كما نجح هذا الفيلم في التعبير عن أحد عوالم مجتمعه. لكن للأسف، فان أغلب هذه الفئات المعترضة لا تأخذ زمام المبادرة باي شكل من الأشكال للمساهمة ببناء أي عمل فني او الاستثمار فيه، بل تستمر بتسديد اشتراكاتها الشهرية لمنصات العرض الامريكية وادخالها الى منازلهم على الرغم من تناقض معظم محتواها مع مبادئهم.

تعجبت من قدرة قصة خيالة على استفزاز الرأي العام وحتى الى مناقشتها في مجلس النواب، كمحاولات لإثبات أو إنكار صحة الأحداث والشخصيات الخيالية على أرض الواقع ومحاولة ايجاد التشابه او التناقض بينها، وكأن هذا العمل يندرج تحت الافلام الوثائقية او التقارير الصحفية.

بالرغم من التعميم المبالغ فيه في الفيلم، وبعض الحوارات المبتذلة، والالفاظ النابية التي لم أعتد على سماعها في عالمي الصغير، وعلى الرغم من الانحياز الواضح الذي أبداه الكاتب والمخرج تجاه بعض المشاهد وتماديه في تصويرها. إلا أنه يجب عدم إنكار نجاح الفيلم في طرح النصف الأول من الحل عبر تسليطه للضوء على بعض المشاكل الاجتماعية التي ما زالت تعاني منها أحد شرائح مجتمعنا، من قانون الغاب الذي ما زال يذهب ضحيته العديد من الابرياء، الى الاعراف التي ما زالت تمارس سلطة على الممارسات الدينية.

لم تهدف السينما أبداً إلى إرضاء المشاهد بقدر ما كان هدفها إرضاء القائمين عليها. انا أؤمن ان السينما والدراما ليست خدمة مجتمعية، ولا بمحتوى تعليمي أو حتى ترفيهي، لذا لا أستطيع لومها إذا فشلت بتقديم حلول كاملة واكتفت بتسليط الأضواء، كونها قطع فنية تعبر عن رساميها لا أكثر ولا أقل. لكن هذا ليس ما اعتدناه من هوليوود أو حتى من التلفاز.

استمرار هذه العوالم المحافظة بالتزام الصمت، وتجنب انخراطها بالعمل السينمائي، وإنكارهم لقوة صالات السينما كجزء لا يتجزأ من مؤسسات المجتمع، هو فرصة ذهبية لأقلياته باستغلال هذه القوة نحو اشباع رغباتهم وبالتالي استحالة وجود مشهد سينمائي أردني حقيقي يعبر عن غالبية الاردنين.

الفيلم الوثائقي “رحالة وجدار” للمخرج الفلسطيني سمير قمصية .. لغة مشتركة ومعاناة واحدة

الفيلم الوثائقي “رحالة وجدار” للمخرج “سمير قمصية” هو إفصاح عن مكنونات عميقة تجوب أعماق كل إنسان حر اعتاد على الترحال والهجرة كأسلوب حياة للتعايش مع استبداد الحدود الجغرافية والفكرية على عالمنا. لا يقتصر هذا الفيلم على سرد قصة صانعه (سمير) الذي عبر بوضوح ودقة عن المعاناة التي يعيشها أي فلسطيني تجرأ على الحلم بالسفر حول…

فيلم “بنات عبد الرحمن” الأردني

يلقي فيلم “بنات عبد الرحمن” الضوء على العديد من القضايا المهمة في مجتمعنا بطابع درامي وكوميدي. طرح بجرأة أفكاره وعبَّر عن آرائه بشجاعة. جازف بملامسة الخيط الرفيع الفاصل بين النقد والانتقاد. حاول لم شمل تخبطات الهوية الاردنية “العمانية” -التي نادراً ما تم التعبير عنها في أعمال درامية مخصصة- دون محاولة التصرف بحيادية أو نيل رضا…

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ